سياسة

مهمة ميقاتي صعبة..!!

 

الملف الحكومي يتأرجح بين الايجابية والسلبية. وفي حين تؤكد اوساط نيابية في تحالف حركة امل و

حزب الله ان ولادة الحكومة كانت قاب قوسين او ادنى وبين امس واليوم، برزت مؤشرات سلبية بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، وخصوصاً لجهة اختيار الاسماء. فبعد حل اسم الوزير الذي سيشغل وزارة الداخلية، برزت عقدة اسم وزير العدل الجديد، وكذلك وزارة الطاقة والمياه مع رفض ميقاتي لاسمين طرحا بينما رفض عون اسمي سيدتين طرحا ايضاً.

وتكشف الاوساط عن لقاءات واتصالات جرت في الساعات الماضية وشملت كل الاطراف وشملت الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي والرئيس سعد الحريري.

كما تحرك وسطاء ومستشارون بين عون وميقاتي وجرت محاولات للتوفيق في بعض الاسماء الخلافية، لكنها لم تصل الى خواتيم سعيدة بعد.

وتوقعت الاوساط ان يعقد الرئيسان عون وميقاتي لقاءً جديداً اليوم، وربما يكون حاسما لجهة ولادة الحكومة.

وفي السياق ذاته، كشفت اوساط مطلعة للديار ان مهمة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي صعبة اذ ان طريقه مفخخ من قبل سعد الحريري الذي يسعى لافشاله وبشراهة جبران باسيل للنفوذ. ذلك ان مسار تأليف الحكومة يتعرض لهجوم مزدوج من طرفين. الطرف الاول هو
سعد الحريري الذي لا يناسبه ان يدخل ميقاتي الى السراي الحكومي ولذلك شهدنا مواقف عالية النبرة لم نشهدها من قبل على غرار مطالبة الحريري باستقالة رئيس الجمهورية الى جانب تهجمه على امين عام حزب الله. وهنا سؤال يطرح نفسه: لماذا لم يطالب الحريري باستقالة عون عندما كان يتفاوض معه؟ لماذا استفاق اليوم الحريري؟ فلماذا لا يطلب من ميقاتي الاعتذار بدلا من مطالبة رئيس الجمهورية بالاستقالة؟

والطرف الثاني هو نيران رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي يريد اوسع حصة ممكنة له في الحكومة من اجل ان يمسك بقرارها.

من هنا، فهل يتمكن ميقاتي من تخطي هذه العقبات ويؤلف حكومة؟ في الوقت ذاته، الايجابيات لا تزال تتغلب على السلبيات في عملية التأليف، خاصة ان حزب الله يؤيد تشكيل حكومة في اقرب وقت الى جانب الاندفاعة الدولية التي ترحب بانهاء الفراغ الحكومي في لبنان.

في الوقت ذاته, شددت هذه الاوساط على انه لا يجب الافراط في التفاؤل كما لا يجب رفع منسوب التشاؤم حول تشكيل الحكومة لان الامور تعالج عقدة بعقدة، انما الاساس الصورة الكبرى على مستوى التأليف واللافتة بين الرئيسين

ميشال عون ونجيب ميقاتي والمختلفة تماما عن الصورة التي كانت قائمة بين عون والحريري. ذلك انه بعد كل لقاء كان يحصل بين رئيس الجمهورية وسعد الحريري تبدأ المناوشات بين قصر بعبدا وبيت الوسط لان العهد لم يكن مرحبا بترؤس الحريري الحكومة المرتقبة. اما اليوم فالوضع مختلف شكلا ومضمونا، بيد ان بيان قصر بعبدا امس اظهر حرصا على التنويه بجهود الرئيس المكلف فرد الاخير ببيان مماثل.

وكشفت هذه الاوساط انه من الواضح ان الرئيسين اتفقا على نسبة معينة من التركيبة الحكومية، واي تغيير في اي حقيبة وزارية يولد اعادة النظر في كل التركيبة. ولكن لا يمكن القول حتى اللحظة ان النقاش متوقف وان الرئيس المكلف ذاهب الى الاعتذار، كما لا يمكن القول ان الحكومة ستبصر النور اليوم او غدا.

 

المصدر: ” الديار”

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »