خاص التحري نيوز

مخاوف من فوضى أمنية تبدأ من الشمال .. ما علاقة تركيا وكرامي؟… عمر ابراهيم

لم يشهد لبنان على مر العقود أزمات شبيهة بتلك التي يعيشها اليوم على الصعد السياسية والاقتصادية والمعيشية، بسبب الحصار الداخلي والخارجي المفروض عليه ومحاولات البعض السيطرة على ما تبقى من مقومات هذا البلد الذي بات يترنح على شفير الهاوية.
قد يذهب البعض في تحليلاته الى رسم سيناريوهات عديدة عن اسباب ما الت إليه الامور وكل من وجهة نظره السياسية وانتماءاته الطائفية والمذهبية بهدف استمالة شارعه ورفع المسؤولية عن نفسه حيال ما يعانيه عامة الشعب اللبناني من ذل وقهر بحثا عن الدواء والمحروقات ولقمة العيش التي باتت اليوم تؤمن لشريحة كبيرة منهم عبر المساعدات التي تقدمها جمعيات ومنظمات دولية ومغتربين أثبتوا أنهم حريصون على لبنان أكثر من معظم المسؤولين فيه .
لا يختلف اثنان على أن الأزمة اللبنانية مرتبطة الى حد كبير  بما يجري حوله من تطورات، وأن الحل حكما لن يبصر النور قبل التوافق الأميركي- الإيراني ومعرفة الخارطة السياسية الجديدة  للمنطقة وما ينتج عنها من تحالفات  قد تؤدي اما إلى تغيير آلية الحكم والنظام السياسي في لبنان او دفعه الى مواجهة اشد مع المجتمع الدولي، الذي ما زال يحافظ حتى الآن  على ” شعرة معاوية” في تعاطيه مع الملف اللبناني، ما يسمح له بالبقاء على قيد الحياة .
ويمكن القول ان لبنان الذي تجاهد حكومة تصريف الأعمال فيه على منع انهياره بشكل كامل تواجه عقبات داخلية وعراقيل بعضها مفتعل،  أبرزها عدم تسهيل عملها في اصدار البطاقة التمويلية فضلا  عن الحصار المطبق عليها من الخارج باستثناء بعض الثغرات التي فتحت مؤخرا من بوابة العراق عبر النفط الذي وعد بتقديمه ومن قطر التي أكدت انها لن تتخلى عن لبنان في هذه الظروف .
وأمام هذا الواقع كشفت مصادر خاصة لموقع” التحري نيوز” ان تلويح الرئيس المكلف سعد الحريري بتقديم اعتذاره قد يكون بمثابة الضربة القاضية للبنان وهو ما يحاول كثر منعه عن القيام به وفي مقدمتهم الرئيس نبيه بري الذي دخل مع الحريري في جبهة واحدة ضد العهد والتيار الوطني الحر ، استشعارا منه بخطورة هكذا قرار على الوضع العام في البلاد ،  وخوفا من ان يكون إشارة الى قرب الانفجار الكبير وإدخال لبنان في فوضى لا تحمد عقباها .
وتضيف المصادر ” جنوح لبنان نحو الفوضى ربما يحضر له لكن الامر يحتاج إلى اللعب على وتر  ما هو أكبر من أزماته المعيشية التي ربما تأقلم معها اللبنانيون، إلى افتعال حدث أمني كبير او صدمة سياسية تكون اما باعتذار الحريري او حصول استقالات جماعية من مجلس النواب، لتحريك الشارع مناطقيا او طائفيا”.
وختمت المصادر ” تبقى دائما العين على شمال لبنان وبوابته مدينة طرابلس، خصوصا بعد طرح اسم الوزير فيصل كرامي لتشكيل الحكومة في حال اعتذار الحريري ولما لهذا الامر من حسابات محلية خطيرة على امن واستقرار المدينة، فضلا عن عودة البعض الى  استعادة معزوفة الدور الأمني التركي في هذه المحافظة من خلال ترويج اخبار عن تدريبات لمجموعات عسكرية بإشراف تركي وهو امر نفته تركيا مرارا ومعها مصادر أمنية لبنانية، الامر الذي يشي بوجود محاولات لجعل الشمال وطرابلس فاتحة للفوضى على بقية مناطق لبنلن  او حصرها بها لحين إنضاج الحل على غرار ما كان يحصل سابقا اثناء جولات العنف قبل عدة سنوات “

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »