خاص التحري نيوز

خاص : كيف أرست المقاومة معادلة الرّدع لحماية لبنان؟

كتب المحرر السياسي في موقع ” التحري نيوز” .

ثلاثة وعشرون عامًا مرّت، ومشاهد التحرير في العام 2000 لا تُنسى.. ربع قرن مرّت كأنّها برهة، ومذ ذاك منذ عودة الارض محرّرة مكللّة بغار العزِّ الفوّاح، وأهل الجنوب يستفيقون كلّ يوم على أجمل الصّباحات، على أعراس نصر وشهادة، وزغردات أسر وجراح، صدى “منكوش” فلاح، يأتزر مع نسائم الصّبح بصوت حسون هنا وبلبل هناك.. الكلّ يعزف سيمفونيّة واحدة، سيمفونيّة نصر وفجر جديد، بزغ في أيار، وما تزال ظلاله حاضرة في كلّ ساح، تغني مع عندليب العرب: “خلّي السّلاح صاحي، صاحي، صاحي.. لو نامت الدّنيا صاحي مع سلاحي”.

نعمة أمن وأمان، يهنأ بها اللّبنانيون، ولا يشعرون، كانت حلم يراودهم على مدى اثني وخمسين عامًا منذ تأسيس الكيان الغاصب، في العام 1948، ليستيقظوا والحلم لاح بقوة السّلاح. هو الرّادع الأوحد للعدوّ عن تحوّل الوطن إلى مستباح، فلا مجازر في صيدا وصور وقانا وسواها.. ولا معتقلات في أنصار والخيام، بعد هذا الفجر الدّيك صاح. لا تفتيش ولا معابر، “ادخلوها بسلام آمنين”، تجوّلوا في أرجاء منطقة، كانت حتّى الأمس “شريط شائك”، اعبروا دون رادع أو وازع حتّى مسافة صفر من حدود فلسطين المحتلّة. واشهدوا وشاهدوا انتعاش المنطقة، فالمزارع لم يوفر أرضًا بورًا الّا وحرثها، والمشاريع الاستثماريّة والصناعيّة باتت قرب الحدود، كلّ ذلك ما كان ليكون لولا شعور النّاس بالطمأنينة والأمان.

كيف لا؟! والأمن والأمان دين الانسان ودينونته، فيه حماية نفسه ومحيطه، ومنه ينطلق اقتصاديًا نحو مجتمعه، فيستثمر ببيئة آمنة، لا في بيئة هائجة غير مستقرّة. ألا يشتري الانسان بوالص تأمين على حياته وممتلكاته وضد الحريق وسواها، ويدفع مقابلها ثمنًا كبيرًا؟!.. فإذا كان ذلك مشروعًا؛ فكيف بالأحرى إذا كان التأمين والضمان جمعيًا بحجم الوطن؟…

هذا التأمين والضمان الجمعي، هو لبّ الاستقرار الذي يهنأ به اللّبنانيون، اليوم. إذ لا يلحظون أنّ تكرس بمعادلة الرّدع بمواجهة العدوّ “الإسرائيلي” كان وليد محطّات مفصليّة عدة على مدى أكثر من أربعين عامًا. بدأت باتفاق شفهي أنهى عدوان “تصفية الحساب” بعد أيام من انطلاقته، مكرسًا معادلة امتناع العدوّ عن ضرب أهداف مدنيّة في لبنان مقابل وقف “حزب الله” لإطلاق الصواريخ نحو شمال الكيان، لتعود المعادلة ذاتها، وتتكرّس خطيًا في عدوان “عناقيد الغضب”، في العام 1996، الأمر الذي شرّع حركة المقاومة ولجم “إسرائيل” عن التمادي في اعتداءاتها.

هذه المعادلة بقيت صالحة وموضع تنفيذ حتى أيار العام 2000، وصولاً الى عدوان تموز العام 2006، والتي سعى فيها العدوّ الى قلب الطاولة وتكريس معادلات جديدة. لكنّ المقاومة كانت له بالمرصاد، وأفشلت عدوانه؛ معيدةً تثبيت الرّدع القائم، ومانعة إياه من إرجاع لبنان عشرين عامًا الى الوراء.

بعد هذا التوازي مع مراكمة المقاومة لقدراتها؛ كرّت سبحة المعادلات، لتمتدّ إلى حماية ليس المدنيين فحسب؛ بل منشآت الدّولة ومرافقها العامّة الحسّاسة، مثل : المطار والمرفأ، ومحطّات الكهرباء، ولاحقًا شملت حماية عناصر المقاومة وكوادرها ومواقعها في لبنان، ثمّ سوريا، وصولاً لشمولها كلّ من يوجد على الأراضي اللّبنانيّة، مهما كانت جنسيّته، في آخر معادلات الرّدع التي رسمها الأمين العام لحزب الله “السّيد حسن نصر الله”.

معادلة الرّدع هذه التي خُطّت بدماء آلاف الشهداء؛ تعني أنّ العدوّ سيظل واقفًا على “إجر ونصف”، ولم يعد يجرؤ ليس على الدّخول إلى بيروت؛ بل حتّى أن تدعس قدماه خارج الشّريط الشّائك الفاصل للحدود. فقد ولّى زمن استهزاء قادة العدوّ بلبنان بالحديث عن اجتياحه بفرقة موسيقيّة. وهي تعني أنّ مستوطني الكيان باتوا في مرمى النيران على طول مساحة فلسطين المحتلّة… لم يعد “حديدان” وحده بالميدان؛ بل المستوطنون أيضًا، فقد ولّى الزمن الذي يُقصف فيه اللّبنانيون والمستوطنون الصّهاينة يسوحون ويتنزهون ويتابعون وحياتهم بشكل طبيعي..

معادلة الرّدع باتت تعني، اليوم، أكثر من أي زمن مضى أنّ معادلات الثمانينيّات والتسعينيّات والعقدين الأولين، من القرن العشرين، تغيّرت كلّها وتبدّلت.,. بدّلها تطوّر المقاومة وتطوّر التكنولوجيا معها، حيث أسهمت الخبرات المتراكمة وتعاظم المقدرات حتّى وصلت الى ما وصلت اليه ممّا شهدناه من عروض قتاليّة هجوميّة في مناورة “كسارة العروش” في عرمتى الجنوبيّة، والتي أُريد منها توجيه رسالة رادعة واحدة لــــــ”إسرائيل”؛ مفادها :”لا تخطئوا الحسابات؛ نحن جاهزون لاقتحام الجليل”. مع ما يعنيه ذلك من تحديث الحزب معادلته الردعيّة من دفاعيّة الى هجوميّة.ن عامًا مرّت، ومشاهد التحرير في العام 2000 لا تُنسى.. ربع قرن مرّت كأنّها برهة، ومذ ذاك منذ عودة الارض محرّرة مكللّة بغار العزِّ الفوّاح، وأهل الجنوب يستفيقون كلّ يوم على أجمل الصّباحات، على أعراس نصر وشهادة، وزغردات أسر وجراح، صدى “منكوش” فلاح، يأتزر مع نسائم الصّبح بصوت حسون هنا وبلبل هناك.. الكلّ يعزف سيمفونيّة واحدة، سيمفونيّة نصر وفجر جديد، بزغ في أيار، وما تزال ظلاله حاضرة في كلّ ساح، تغني مع عندليب العرب: “خلّي السّلاح صاحي، صاحي، صاحي.. لو نامت الدّنيا صاحي مع سلاحي”.

نعمة أمن وأمان، يهنأ بها اللّبنانيون، ولا يشعرون، كانت حلم يراودهم على مدى اثني وخمسين عامًا منذ تأسيس الكيان الغاصب، في العام 1948، ليستيقظوا والحلم لاح بقوة السّلاح. هو الرّادع الأوحد للعدوّ عن تحوّل الوطن إلى مستباح، فلا مجازر في صيدا وصور وقانا وسواها.. ولا معتقلات في أنصار والخيام، بعد هذا الفجر الدّيك صاح. لا تفتيش ولا معابر، “ادخلوها بسلام آمنين”، تجوّلوا في أرجاء منطقة، كانت حتّى الأمس “شريط شائك”، اعبروا دون رادع أو وازع حتّى مسافة صفر من حدود فلسطين المحتلّة. واشهدوا وشاهدوا انتعاش المنطقة، فالمزارع لم يوفر أرضًا بورًا الّا وحرثها، والمشاريع الاستثماريّة والصناعيّة باتت قرب الحدود، كلّ ذلك ما كان ليكون لولا شعور النّاس بالطمأنينة والأمان.

كيف لا؟! والأمن والأمان دين الانسان ودينونته، فيه حماية نفسه ومحيطه، ومنه ينطلق اقتصاديًا نحو مجتمعه، فيستثمر ببيئة آمنة، لا في بيئة هائجة غير مستقرّة. ألا يشتري الانسان بوالص تأمين على حياته وممتلكاته وضد الحريق وسواها، ويدفع مقابلها ثمنًا كبيرًا؟!.. فإذا كان ذلك مشروعًا؛ فكيف بالأحرى إذا كان التأمين والضمان جمعيًا بحجم الوطن؟…

هذا التأمين والضمان الجمعي، هو لبّ الاستقرار الذي يهنأ به اللّبنانيون، اليوم. إذ لا يلحظون أنّ تكرس بمعادلة الرّدع بمواجهة العدوّ “الإسرائيلي” كان وليد محطّات مفصليّة عدة على مدى أكثر من أربعين عامًا. بدأت باتفاق شفهي أنهى عدوان “تصفية الحساب” بعد أيام من انطلاقته، مكرسًا معادلة امتناع العدوّ عن ضرب أهداف مدنيّة في لبنان مقابل وقف “حزب الله” لإطلاق الصواريخ نحو شمال الكيان، لتعود المعادلة ذاتها، وتتكرّس خطيًا في عدوان “عناقيد الغضب”، في العام 1996، الأمر الذي شرّع حركة المقاومة ولجم “إسرائيل” عن التمادي في اعتداءاتها.

هذه المعادلة بقيت صالحة وموضع تنفيذ حتى أيار العام 2000، وصولاً الى عدوان تموز العام 2006، والتي سعى فيها العدوّ الى قلب الطاولة وتكريس معادلات جديدة. لكنّ المقاومة كانت له بالمرصاد، وأفشلت عدوانه؛ معيدةً تثبيت الرّدع القائم، ومانعة إياه من إرجاع لبنان عشرين عامًا الى الوراء.

بعد هذا التوازي مع مراكمة المقاومة لقدراتها؛ كرّت سبحة المعادلات، لتمتدّ إلى حماية ليس المدنيين فحسب؛ بل منشآت الدّولة ومرافقها العامّة الحسّاسة، مثل : المطار والمرفأ، ومحطّات الكهرباء، ولاحقًا شملت حماية عناصر المقاومة وكوادرها ومواقعها في لبنان، ثمّ سوريا، وصولاً لشمولها كلّ من يوجد على الأراضي اللّبنانيّة، مهما كانت جنسيّته، في آخر معادلات الرّدع التي رسمها الأمين العام لحزب الله “السّيد حسن نصر الله”.

معادلة الرّدع هذه التي خُطّت بدماء آلاف الشهداء؛ تعني أنّ العدوّ سيظل واقفًا على “إجر ونصف”، ولم يعد يجرؤ ليس على الدّخول إلى بيروت؛ بل حتّى أن تدعس قدماه خارج الشّريط الشّائك الفاصل للحدود. فقد ولّى زمن استهزاء قادة العدوّ بلبنان بالحديث عن اجتياحه بفرقة موسيقيّة. وهي تعني أنّ مستوطني الكيان باتوا في مرمى النيران على طول مساحة فلسطين المحتلّة… لم يعد “حديدان” وحده بالميدان؛ بل المستوطنون أيضًا، فقد ولّى الزمن الذي يُقصف فيه اللّبنانيون والمستوطنون الصّهاينة يسوحون ويتنزهون ويتابعون وحياتهم بشكل طبيعي..

معادلة الرّدع باتت تعني، اليوم، أكثر من أي زمن مضى أنّ معادلات الثمانينيّات والتسعينيّات والعقدين الأولين، من القرن العشرين، تغيّرت كلّها وتبدّلت.,. بدّلها تطوّر المقاومة وتطوّر التكنولوجيا معها، حيث أسهمت الخبرات المتراكمة وتعاظم المقدرات حتّى وصلت الى ما وصلت اليه ممّا شهدناه من عروض قتاليّة هجوميّة في مناورة “كسارة العروش” في عرمتى الجنوبيّة، والتي أُريد منها توجيه رسالة رادعة واحدة لــــــ”إسرائيل”؛ مفادها :”لا تخطئوا الحسابات؛ نحن جاهزون لاقتحام الجليل”. مع ما يعنيه ذلك من تحديث الحزب معادلته الردعيّة من دفاعيّة الى هجوميّة.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
www.mersindugun.com