خاص التحري نيوز

ثلاثة عوامل منعت تفجير البلد… وطائرة ميقاتي لن تحلق بعيدا !!! عمر ابراهيم  

نجا لبنان خلال الأيام الماضية من أخطر أزمة تواجهه على الصعيدين السياسي والطائفي منذ عقود، بعدما تخلى البعض عن مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية ، ودخلوا في مهاترات إعلامية كادت ان تجر البلد الى ما لا يحمد عقباه .

مقولة ليست من باب التهويل الإعلامي ، إنطلاقا مما جرى من ردود فعل طائفية خطيرة، ومن استثمار سياسي رخيص لقضية ” الساعة”، التي لا يمكن لعاقل ان يصدق بأن في لبنان الغارق في بحر من المشاكل، هناك من هو مستعد لتفجير حرب من أجل قضية تافهة قياسا ببقية القضايا المعيشية والاقتصادية التي ترهق كاهل كل المواطنين ، مسلمين ومسيحيين على حد سواء

ويمكن القول ان المتابع لردود الفعل من سياسيين وأمنيين وحتى اناس عاديين ، يدرك تماما ان البلد كان على ” كف عفريت” وربما على قاب قوسين او أدنى من إستعادة تجربة الحرب الأهلية التي تقترب ذكراها في هذه الايام، حيث يشهد لبنان عادة ما يشبه حفلات الزجل ويتسابق الكل بمن فيهم من حرض بالامس طائفيا على قرار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى رفع شعار ” تنذكر ما تنعاد”.

عوامل عديدة يمكن أن تكون حمت لبنان هذه المرة، منها حكمة البعض في ضبط إيقاع شارعهم وعدم اطلاق المواقف المضادة لتجييشه ، إضافة الى حسن حظ اللبنانيين بعدم دخول اي جهة دولية على خط التحريض والمساهمة في تأجيج الفتنة، فضلا عن ” تراجع” ميقاتي في اللحظات الأخيرة وتحمل تبعات معظم ما حصل بمفرده لدرجة ان البعض وصف ما قام به بالإنتحار .

ومن هنا وبهدوء، ما بعد عاصفة التوقيتين، كيف يمكن النظر إلى ما جرى، وبالذات إلى أداء ميقاتي الذي سارع إلى عقد جلسة حكوميّة لاتخاذ الموقف المناسب من خلاف تقديم أو تأخير الساعة، فكان ما كان من إقرار السير بالتوقيت الصيفي بدءً من منتصف ليل الأربعاء – الخميس القادمين؟

البعض يرى أنّ الرئيس ميقاتي قد تسرّع بداية في مسايرة البعض لجهّة الإستمرار في التوقيت الشتوي طيلة فترة رمضان المبارك، ثمّ عاد فتراجع عن ذلك تحت ضغط الغليان الذي أصاب الشارع، فهل هذا صحيح؟

في الشكل، صحيح ، وكان من السهل على ميقاتي أن يعاند في موقفه، فيكسب شعبيّاً، تاركاً البلد يغلي في ما يشبه الحرب الأهليّة على مواقع التواصل الإجتماعي وربما ينتقل ذلك لاحقا الى الشارع وهو امر كان في حسبان الأمنيين ، إلّا أنّه بادر الى نزع الفتيل، ولو على حساب بعض الشعبوية التي سعى إليها من واجهه، من خلال اللجوء الى المؤسسة الدستورية (أي الحكومة) التي كان لها الكلمة الفصل في ما جرى ويجري، وهو بذلك قد تصرّف كرجل دولة، ليس إلّا، من خلال الإحتكام الى مجلس الوزراء من جهة، ومن خلال نزع فتيل الإحتقان الطائفي من جهة أخرى؟

صحيح ان ميقاتي كان يمكن أن يكسب وهو الملام دوما في شارعه بانه لا يتقن اللغة الطائفية ولم يشكل يوما حزبا لها، لكن برأي البعض، ليس ميقاتي الذي يمكن أن يتصرّف بفئويّة أو طائفية، وهو العائد من حاضرة الفاتيكان، حاملاً معه الإصرار على أنّ “لبنان رسالة” بعيداً عن عدد أو عديد كلّ طائفة .

مصادر مقربة من ميقاتي قالت لموقع ” التحري نيوز” ردا على ما سرب أنه بصدد المغادرة:” ميقاتي أن يترك البلد في عزّ الأزمة ويحلق بطائرته ويدير ظهره لكلّ الأحداث والتداعيات ويمشي، وهو دون أدنى شكّ قادر على ذلك، فهو

لم يفعلها من قبل حتى يفعلها اليوم، وهو باقٍ طالما أن الموقع الرئاسي الأول شاغر، ومسؤوليّة الناس والبلد تقع على هذه الحكومة رغم عثراتها، إلى أن يقوم المجلس النيابي العتيد بدوره في انتخاب رئيس جديد..وحينها لكلّ حادث حديث”

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »