خاص التحري نيوز

لهذا السبب قرر الثنائي الشيعي العودة … والعين على مفاجاة عون … عمر ابراهيم

لم يكن أكثر المتفائلين بمن فيهم الرئيس نجيب ميقاتي يتوقع عودة سريعة للثنائي الشيعي الى طاولة مجلس الوزراء وإعادة الروح للحكومة بعد أشهر من تعطيلها ، وبدا واضحا من ردة فعل الرجل  انه حتى لم ينسق معه ولم يوضع في أجواء ما يحصل خلف الكواليس ، ما دفعه الى الفور الى اصدار بيان اشادة بالخطوة والترحيب بعودة الثنائي.

حكما ان قرار العودة المرهون بخواتيمه، قد  اشاع أجواء إيجابية انعكست نفسيا على المواطنين بالدرجة الأولى الذين كانوا يراقبون اخر فصول انهيار بلدهم على المستويات كافة،  وهو امر ساهم ايضا في المزيد من الانخفاض في سعر الدولار الذي كان بدأ بالتراجع بعد قرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة .

واذا كانت خطوة سلامة المفاجأة قد فسرت على انها دعم لميقاتي ورد جميل له على الدفاع عنه ومنع ملاحقته تحت تهديد استقالة الحكومة ، الا ان هناك حكما ما هو ابعد من ذلك ومرتبط  بمتغيرات اقليمية ودولية وفرت لسلامة الغطاء المطلوب للقيام بهذه الخطوة، خصوصا انها الأولى من نوعها منذ بدء الأزمة، حيث كان الحاكم يرفض التدخل للحد من تدهور الليرة ووقف مضاربات تجار دولار السوق السوداء ، لغايات انهمه خصومه على انها وسيلة ضغط يمارسها بأمر من غرفة عمليات خارجية ..

مفاجأة سلامة اعقبتها بعد نحو 48 ساعة ” قنبلة” فجرها بيان مشترك للثنائي الشيعي أعلن فيه عودة مشروطة الى طاولة مجلس الوزراء ، من دون حتى التمهيد إعلاميا او سياسيا للأمر،  ما فتح باب التأويلات على مصرعيه، والذي سيبقى مشرعا لحين اتضاح الصورة النهائية حول خطوة سلامة وقرار الثنائي ومعرفة أن كانت الخطوة والقرار تقف خلفهما جهات نسقت وخططت وأعطت كلمة السر لكل الأطراف.

ووفق مصادر ” التحري نيوز” فان تسارع التطورات الايجابية  يوحي بوجود متغيرات خارجية وخوف من انفلات الامور في البلد خصوصا وأن كل التقارير كانت تشير الى ان لبنان امام أزمة كبيرة قد يكون لها انعكسات أمنية خطيرة في حال لم يتم التدخل سريعا على خط معالجة أزمة تفلت الدولار “.

وتتابع المصادر ” بعيدا عن ما يمكن أن يكون قد حصل خارج لبنان من تفاهمات وصفقات، فإن الواضح أن الضغط الكبير الذي تواجهه معظم القوى السياسية وحالات التململ لدى قاعدتها الشعبية، وضع الجميع في مأزق وجعلهم ينتظرون اية مبادرة وأن كانت ستحبرهم على تقديم تنازلات “.

وتختم المصادر ” لا شك أن قرار الثنائي والذي يبقى مرهونا بما قد تحمله الأيام المقبلة من تطورات سلبية او إيجابية،  يصب داخليا في خدمة العديد من الأطراف بدءا بالرئيس ميقاتي وصولا الى الثنائي الذي سينتفس الصعداء قليلا بعد اتهامه بالعرقلة حتى من قبل بعض الحلفاء ، مرورا برئيس الجمهورية ميشال عون الذي كانت جهوده في عقد طاولة الحوار قد افشلت، وجاء قرار تفعيل الحكومة ليصب في مصلحة عون الساعي الى إنهاء عهده ببعض الانجازات، ما يعتبر خدمة كبيرة اسديت له من الثنائي قد يبادرها بخدمة مماثلة لجهة معالجة قضية القاضي طارق البيطار ، لتكون في حال حصلت المفاجأة الثالثة بوقت زمني قصير.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »