محليات

طلاب الامتحانات الرسمية بيومهم الأول

بدأت الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة، منذ صباح اليوم السبت، حيث توجه الطلاب إلى مراكزهم برفقة أهاليهم وأساتذتهم لإجراء الإمتحانات. وقد انعكست أزمات لبنان المتراكمة وخصوصاً المحروقات والكهرباء على بعض مراكز الامتحانات، التي أجبرت الطلاب على تأخير الدخول إلى قاعاتها بسبب انقطاع التيار الكهربائي وعدم توفر مادة المازوت. ما أدى إلى توزع التلامذة في الملاعب بانتظار إضاءة الصفوف.توتر وخوفعند السابعة والنصف صباحاً، توزّع الطلاب أمام أبواب مراكزهم برفقة أولياء أمورهم. وظهر الخوف على ملامح الطلبة. لأسباب عديدة ومنها الإضرابات الطويلة والمستمرة التي عانت منها المدارس الرسمية، وتأخر المدارس في إعطائهم المنهج المطلوب، إلى جانب مآسي التعلم عن بعد خلال العامين الماضيين. وامتحن الطلاب اليوم في مادتي الرياضيات واللغة العربية. وعلى الرغم من كل تطمينات وزارة التربية والأساتذة والأهالي، إلا أن التوتر رافقهم خصوصاً وأن البداية في مادة الرياضيات.الظلام يجتاح قاعة الامتحاناتعند الثامنة صباحاً، فتحت أبواب المراكز وبدأ الطلاب بالدخول استعداداً للصعود إلى صفوف الامتحانات، وخلال ذلك انقطع التيار الكهربائي مرات عدة. وبسبب رداءة الطقس اليوم، فقد عمّ الظلام على الصفوف. فتوقف الطلاب عن الكتابة لبعض الوقت إلى حي توفر الإنارة اللازمة. فيما أكد قسم آخر من الطلبة أن مراكزهم كانت مريحة جداً بسبب توفر وسائل التبريد كالمراوح الكهربائية، ولم يعانوا من أي مشكلة خلال الإمتحانات.سهولة الأسئلةأجمع الطلاب على سهولة الامتحانات اليوم، مؤكدين أن كل الأسئلة كانت موجودة في المنهج المطلوب. ولم يواجهوا أي صعوبة في تدوين الإجابات. وعلى الرغم من خوفهم من مادة الرياضيات إلا أنها شُبِّهت بالامتحانات الصفّية التي تجري في المدارس والتي تعتبر سهلة وبسيطة.

وعبّر التلامذة عن إعجابهم اليوم بموضوع التعبير في مادة اللغة العربية. إذ اعتبروه موضوعاً يحاكي واقعهم التعليمي خلال الأعوام الثلاث الماضية، ويلامس حياتهم اليومية في ظل الانهيار الاقتصادي وتداعياته. فقد طُلب منهم كتابة قصة متماسكة حول فشل أحد الطلبة بسبب إهماله التعلم عن بعد، ثم بذل جهوداً كبيرة محققاً نجاحاً باهراً بسبب الاستفادة من الإنترنت والمواقع التربوية ودعم الأساتذة.

وفي حديث “المدن” مع نجيبة صفا، وهي أستاذة في اللغة العربية في مدرسة المصطفى، التي أتت للاطمئنان على طلابها، أكدت بأن مسابقة اليوم كانت جيدة وعلى المستوى المطلوب، ولكنها بحاجة إلى التركيز وبعض الوقت الإضافي. أما موضوع التعبير فمناسب جداً ومفصل بطريقة متناسقة. وهو وُضع بطريقة تساعد الطلبة على إنجازه من دون أي صعوبة.

من جهة أخرى، اعترض بعض التلامذة على السؤال الثاني في مادة الرياضيات. إذ تقول جويل المولى لـ”المدن”، وهي طالبة في مدرسة السنابل، أنها وزملاءها واجهوا صعوبة خلال الإجابة على هذا السؤال. فـ”المدرسة لم تدخله هذا العام في منهجنا ومررنا عليه بسرعة على اعتبار أنه غير مطلوب للامتحانات الرسمية ولكننا تفاجأنا به اليوم”.مراقبون “يساعدون” الطلبةتفاوتت آراء التلامذة حول أداء المراقبين. فالبعض أكد أن الامتحانات سارت في يومها الأول بنزاهة، ولم يسمح لأي طالب بالغش أو التحاور مع باقي التلامذة. كما امتنع عدد من المراقبين عن الإجابة على أسئلة الطلاب واستفساراتهم خلال وقت الامتحان. وأجبروهم على التزام الصمت، وذكروهم بأن كاميرات المراقبة تسجل كل تحركاتهم. في المقابل، أشار بعض الطلاب في الصفوف الأخرى، إلى أن المراقبين ساعدوهم في بعض الإجابات وأمنوا لهم أجواءً مريحة لإبعاد الخوف عنهم. فيما عبّر أحد الطلبة عن فرحته بعد أن قامت المراقبة المتواجدة في صفه بالإجابة على سؤال الإعراب في مادة اللغة العربية وتقديمه للطلاب! دعم الأهالي والأساتذةعند السادسة والنصف صباحاً، توجه الطلاب نحو مدارسهم أولاً، واجتمعوا بأساتذتهم الذين أكدوا لهم أن هذه الامتحانات شكلية، وأنها ستكون سهلة ولن يواجهوا أي صعوبة في حلها وأن النجاح حليفهم. وحاولوا دعمهم ورفع معنوياتهم، وطلبوا منهم التغلب على خوفهم. كما أن بعض المدارس أوصلت طلابها إلى المراكز مع الأساتذة عبر باصات المدرسة، ولم تتركهم وحدهم. كما توزعت مجموعة من الأمهات على الأرصفة لحين انتهاء الامتحانات، ورفضن العودة إلى منازلهن بسبب تكلفة النقل، وفضلن البقاء أمام المدرسة لتوفير بعض المال، إضافة إلى تقديم الدعم المعنوي لأولادهن.

اللافت هذا العام، أن السيارات الخصوصية لم تتجمع بكثرة أمام المدارس، إذ تنقل عدد كبير من الطلاب على الدراجات النارية أو سيراً على الأقدام أو عبر باصات المدرسة. في حين لوحظ امتلاء السيارات الخصوصية بالطلاب، إذ معظم العائلات قامت بتوصيل ابنها الطالب برفقة مجموعة من أصدقائه

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »