خاص التحري نيوز

خاص: الأمن العام..أيضاً ضحيّة!

 

لا تكفّ السلطة، وهي في حالة عجز وتناحر مستمرّين، عن إستيلاد الأزمات والإشكالات، ما جعل ويجعل كافة القطاعات في حالة تخبّط ومواجهة..مع المواطنين.
إشكالات شبه يوميّة بلغت في أكثر الأحيان حدّ التخريب والرصاص والقتل، أمام المصارف (حادثة فدرال بنك نموذجاً حيّاً) والمستشفيات والأفران ومحطات الوقود والسوبرماركات ومختلف المؤسسات العامة والخاصة، وصولاً الى دوائر الأمن العام، حيث تركت السلطة هذه المديرية دون جوازات سفر، طالبة إليها تيسير طلبات آلاف اللبنانيين بما تبقّى من مئات الجوازات، فكيف يمكن لذلك أن يتمّ دون فتح الاعتمادات المالية اللازمة لتنفيذ تلزيم طباعة جوازات جديدة تلبّي حاجات المواطنين المشروعة الى وثائق سفرهم؟
ماذا يجري داخل دوائر الأمن العام، ومن المسؤول الفعلي عن التأخير الحاصل في تلبية طلبات الناس؟
عدا النقص الحاصل في عدد الجوازات، بانتظار بدء إستلام الطبعة الجديدة التي تأخّرت بسبب تلكؤ السلطة الرسمية، هناك قدرات موضوعية محدودة لدى عديد الأمن العام لطباعة الجوازات، وهم يعملون بأقصى طاقتهم ووقتهم.كما يحاولون أن يوازنوا بين أولوية الحالات الطارئة كالسفر بداعي المرض أو الالتحاق بالجامعات وعدم إضاعة فرص العمل، وبين الطلبات العادية على الجوازات أو تجديدها، وقد زاد الطين بلّة حجم المغتربين الذين يضطرون لإنجاز معاملاتهم حتى يتمكّنوا من العودة الى أعمالهم وبلدانهم في الإغتراب، ما حوّل كلّ دائرة من دوائر الأمن العام الى “خليّة عمل” تحت ضغط نفسي وجسدي لا يحتمل ولا يوصف، دون أن ننسى أنّ هؤلاء العناصر إنّما يعملون في ظروف معيشية مماثلة لظروف جميع الموظفين، أي بمعاشات غير كافية وبكلفة نقل مرتفعة وضغوط حياتيّة يوميّة!
وفوق كل ذلك، تأتيك الوساطات السياسية من قبل الوزراء والنواب وأركان السلطة:هذا أوصى به مرجع، وذاك تدعمه جهة نافذة، وثالث يصل بسيارة حكومية أو نيابية، ما يضع عنصر الأمن العام في مكتبه الخانق، بين مطرقة طلب مواطن عادي، وسندان مواطن مدعوم “من فوق”، علماً بأنّ هذا الموظف محكوم بقدرة تنفيذية محدودة بالوقت وبتوفّر عدد الجوازات!
موظف الأمن العام لا يُحسد على ما هو عليه.محاصر من كل الجهات.والمطلوب منه حلول لأزمة إرتكبتها سلطة عابثة تكتفي بالتفرّج، غير عابئة بقدرة هذا الموظف على الاحتمال وبقدرة ذاك المواطن على الصبر والانتظار.
المواطن “ضحيّة” هذا صحيح، كما أنّ موظّف الأمن العام “ضحيّة” أيضاً وأيضاً!

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »