خاص التحري نيوز

جهنّم” عون أو “عصفوريّة” ميقاتي: أيّهما نختار؟…جوزاف وهبه

لم يترك لنا “المسؤولان الكبيران” خيارات عديدة.فهما قد حسما الأمر والتسمية:القويّ الأوّل فتح لنا أبواب جهنّم على مصراعيها (صهري رئيساً أو لكم نار الأخرة)، والثاني كمن يقضي وقتاً مستقطعاً بانتظار “غودو”..والسؤال الذي يردّده كل لبنانيّ، بعيداً عن “سكرة” المغتربين العائدين بشيء من الأوكسيجين الموضعي:هل من “غودو” لهذا الوطن التائه؟

بين عون وميقاتي، لا لقاء بينهما ولا رجاء لنا.الطريق معهما (وبفضلهما، مهما تبادلا الإتهامات والحجج والتسريبات الإعلامية..) معبّدة فقط الى واحد من المكانين المذكورين:جهنّم أو العصفوريّة، وبرعاية رسميّة كاملة.رئاسة الجمهورية، بكلّ جدّية وخطى حثيثة، تعِدنا بالنار والكبريت كما في سادوم وعمورة، دون أن نستحقّ كفر أهل ذلك الزمان..ورئاسة الحكومة، بفكاهة سوداء أو بلهاء، تعِدّ لنا ملاذاً أخر، ربّما أقلّ حرقة من جهنّم، ولعلّه أقرب حالاً الى ما نعيشه من مشاهد يوميّة “عبثيّة” قاتلة:إقتحام المصرف المركزي، توقيف مطران عابر، شلل تامّ لكلّ إدارات الدولة..ومنصّات صيرفة سورياليّة بمعنى أن تدخل الى مصرف، تدفع مثلاً 13 مليون ليرة، تقبض 500$، تصرفها بحوالي 15 مليون، تربح مليونين دون أن تكون لك وديعة، فيما صاحب الوديعة قد لا يستطيع الى ماله سبيلا!!

“عصفوريّة” ميقاتي أقرب الى المنال، والوصول إليها متوفّر بكلّ السبل.يمكن أن تجدها في طابور خبز، أو كارت تشريج، أو عند محطّة بنزين وصيدليّة، أو في تسعيرة مجنونة بالدولار لاشتراك مولّد يتحكّم به “خارج عن العدالة” يحظى بحماية محافظ أو ضابط أمن أو عصبة عائليّة محلّية.

“جهنّم” عون تحتاج الى وساطة.عليك أن تبرز “بطاقة” التيّار الوطني الحر، أو تسهيل مرور من حاكم التيّار.”جهنّم” ملأى بالعونيين، لا مكان لمن ليس أورانجي العقل.هم اختاروا “نار” جنرالهم:حلال عليهم..نحن بقي لنا مجبرين “جنون” السراي الكبير (الرئيس المستقيل، مصرّف الأعمال، المكلّف..الموعود):حلال علينا!

..حتى في عذاباتنا، لا نتّفق:لهم جهنّمهم، ولنا عصفوريتنا…والسلام.أمين!

 

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »