متفرقات

بايدن قبل انتخابات التجديد النصفي

تتزامن الذكرى السنوية للاحتفاء بزعيم الحقوق المدنية الأميركي، مارتن لوثر كينغ، هذا العام مع محاولات الحزب الديمقراطي والرئيس، جو بايدن، تمرير قانونين يحميان حق الأقليات في التصويت بالانتخابات.

لكن جهود بايدن وحزبه اصطدمت برفض سيناتورين ديمقراطيين التصويت لصالح إجراء يسهل تمرير تلك الجهود في مجلس الشيوخ المنقسم، مع العلم أن تصويتهما ضروري لتمريره قبل انتخابات التجديد النصف للكونغرس، التي يأمل الحزب من خلالها في تعزيز هيمنته على مجلسي الكونغرس.

والسيناتوران هما جو مانشين (ولاية ويست فرجينيا)، وكيرستن سينيما (أريزونا)، اللذان يعارضان تغيير آلية التصويت الحالية إلى الأغلبية البسيطة.

ومن دون تصويت أي منهما، لا يمكن تمرير المشروع، الذي يرفضه الجمهوريون بالفعل، إذ إن المعسكر الديموقراطي يحظى بـ51 صوتا في مجلس الشيوخ من بين 100 عضو، بمن فيهم صوت نائبة الرئيس، كامالا هاريس، بينما يحظى الجمهوريون بـ50 صوتا.

ويوم الثلاثاء الماضي، قال بايدن في كلمة إنه سيدعم، إذا اقتضى الأمر، تغييرا في قواعد مجلس الشيوخ “لمنع أقلية من أعضاء المجلس من تعطيل” إصلاح واسع لحق الأقليات في التصويت.

ومع ذلك، أبدى بايدن شكوكا في إمكانية أن تكلل جهود بالنجاح قائلا: “الجواب الصادق أنني لا أعرف ما إذا كان بإمكاننا إنجاز ذلك. ولكن هناك شيئا واحدا مؤكدا، هو أنه مثل كل قانون حقوق مدني رئيسي آخر ، إذا فاتنا في المرة الأولى، يمكننا العودة والمحاولة مرة أخرى”.

ويسمح التشريع المقترح بتسهيل التسجيل التلقائي للناخبين والتسجيل في اليوم ذاته للانتخابات، ويضع معيارا وطنيا للتصويت عن طريق البريد، وهي إجراءات ترى على نطاق واسع أنها تستهدف زيادة تصويت الناخبين السود.

لكن بايدن، الذي كان يتحدث من جامعة أتلانتا بولاية جورجيا أمام طلاب ينتمون لجامعات مرتبطة تاريخيا بمجتمع الأميركيين السود، يواجه الآن معارضة من جماعات مدنية كانت ضمن الداعمين له في وصوله للبيت الأبيض.

مدير مؤسسة “عرب أميركا”، ديفيد وورن، قال لموقع “الحرة” إن العديد من الديمقراطيين التقدميين محبطون لأنهم “لا يرون تقدما يحدث. هناك بالتأكيد انقسام وهو أمر مؤسف”.

وكانت عدة مجموعات، كانت من قبل تعمل على تحشيد ملايين الناخبين قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، قررت مقاطعة خطاب بايدن الأخير، وقالت إنه لم يفعل ما يكفي لتعزيز مسائل المساواة العرقية، وخاصة فيما يتعلق بحقوق التصويت.

ويعد غياب هذه المجموعات علامة تنذر بالسوء بالنسبة للرئيس، مما أثار تساؤلا حول ما إذا كان بإمكانه تعبئة الناخبين السود مرة أخرى قبل الانتخابات النصفية الحاسمة.

“خيبة أمل” عائلة لوثر كينغ
وكان مارتن لوثر كينغ الابن، الذي احتفل بعيد ميلاد والده الـ93 السبت في ولاية أريزونا، أجرى مناقشات مع مانشين بشأن هذه القضية وقال إنه “يشعر بخيبة أمل” من موقف أعضاء مجلس الشيوخ، وفق تقرير لـ”سي أن أن”.

وشدد كينغ على أنه “اليوم، في عيد ميلاد والدي الثالث والتسعين، لسنا هنا للاحتفال. نحن هنا لإصدار دعوة عاجلة إلى الرئيس بايدن ومجلس الشيوخ” لتمرير المشروع وإصدار “تحذير للأمة بأكملها من أن ديمقراطيتنا على حافة الهاوية بدونه”.

وقال أمام حشد: “في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال الرئيس إنه سئم من التزام الهدوء بشأن حقوق التصويت. حسنا، لقد سئمنا التحلي بالصبر”.

وقال كينغ في بيان الأسبوع الماضي: “يواجه أعضاء مجلس الشيوخ الآن أحد أكثر الخيارات وجودية في فترة ولايتهم: حماية حقوق التصويت لدينا أو دخول التاريخ كأداة لقمع الناخبين”.

وأشار إلى أن والده سيصاب “بخيبة أمل كبيرة” إذا وجد أن الكفاح من أجل حقوق التصويت لا يزال جاريا.

وقالت أرندريا ووترز كينغ، زوجة مارتن لوثر كينغ الابن لشبكة “سي أن أن”: “لقد رأينا ما حدث عندما استخدم ثقل البيت الأبيض بالكامل وراء شيء ما” في إشارة إلى مساعيه لتمرير قانون البنية التحتية. وأضافت: “ما نقوله ببساطة هو أننا نريد أن نرى نفس الثقل، نفس القوة الكاملة المستخدمة وراء حماية حقوق التصويت”.

ذكرى الزعيم حاضرة

وتحتفي أميركا، الاثنين، بذكرى مارتن لوثر كينغ الأب، الذي أسفرت جهوده عن تعزيز حقوق التصويت.

وكان القس الأميركي الأسود قد نظم عدة احتجاجات ومسيرات لدعم الحقوق المدنية، منها مسيرة نظمها من سيلما إلى مونتغيمري عام 1965، وأخرى على جسر إدموند بيتوس بعد ذلك بيومين من أجل الضغط على الكونغرس لتمرير قانون حقوق التصويت.

وكللت جهود لوثر كينغ بالنجاح بعد نحو خمسة أشهر بتوقيع القانون بالفعل.
وقررت عائلة كينغ تنظيم اجتماعات مع ناشطين في عاصمة البلاد واشنطن، الاثنين، والسير نحو جسر فريدريك دوغلاس التذكاري، حاملين رسالة لبايدن: “لقد نفذت وعدك ببناء الجسور، تقدم الآن من أجل حقوق التصويت “.

ووعد بايدن بحماية حق الأقليات في الوصول إلى صناديق الاقتراع وبشفافية عمليات الاقتراع في مواجهة العديد من التعديلات التي تدخلها ولايات محافظة على القوانين الانتخابية، لاسيما في جنوب البلاد التي ترى أنها ضرورية لمواجهة “فوضى” التصويت بالبريد في الانتخابات الرئاسية السابقة.

وتؤكد منظمات حقوقية أن هذه التعديلات التي يدفع بها في هذه الولايات الجمهوريون تعرّض الأميركيين السود للتمييز، علما بأنهم صوتوا بغالبية ساحقة لبايدن في الانتخابات الأخيرة.

ولقطع الطريق على هذه التعديلات، طرح بايدن مشروعا لإصلاح النظام الانتخابي من خلال توحيد ممارسات التصويت على الصعيد الفيدرالي ومنح السلطات الفدرالية حق النظر في أي تعديل يتم على مستوى الولايات.

“معضلة” بايدن
ويرى وورن في حديثه مع موقع “الحرة” أن بايدن “في موقف صعب لكن لا يمكن إلقاء اللوم عليه لأنه مقيد من قبل عضوين في مجلس الشيوخ”، ويضيف “أن أي رئيس ديمقراطي آخر كان سيواجه المعضلة ذاتها”.

وأضاف أن العضوين “تبنيا موقفا واضحا. ولم يقفا على الحدود أو أعربا عن إمكانية تغيير موقفهما. أعتقد أنه موقف لم يظن الديمقراطيون أبدا أنهم سيواجهوه”.

ويقول روبرت نايت في عموده بصحيفة واشنطن تايمز المحافظة تحت عنوان: “بايدن يقول لنصف الأميركيين اذهبوا للجحيم”، في إشارة إلى الولايات التي لا تتبنى موقفه من القضية.

وقال إن “الموحد العظيم الذي حذر الأميركيين السود ذات مرة من أن الجمهوريين “سيعيدونكم جميعا إلى الأغلال” استدعى الحرب الأهلية الفعلية لتشويه صورة خصومه”.

ويرى الكاتب أن الجمهوريون صوتوا بنسبة بنسب أعلى في الكونغرس من الديمقراطيين لصالح قانون الحقوق المدنية لعام 1964 وقانون حقوق التصويت لعام 1965.

ويشير إلى أن مشروع بايدن الجديد “ينتهك تفويض الدستور للولايات حق تنظيم إجراءات الانتخابات ويحول السيطرة إلى الحكومة الفيدرالية وينهي العديد من الضمانات الفيدرالية من خلال متطلبات متراخية للتصويت بالبريد، والمزيد من التصويت المبكر، وتسجيل الناخبين في نفس اليوم”.

ويقول إن “الجمهوريون في أكثر من 30 ولاية يشددون قوانين الانتخابات لمحاربة موجة الفوضى وتزوير الأصوات المشتبه به خلال انتخابات 2020”.

ويرى وورن في تصريحاته، في المقابل، أن الموقف الحالي “محزن” لأن عدم تمرير مشروع بايدن سيقف عقبة أمام ضمان حقوق التصويت وإجراء انتخابات مفتوحة، ومع التشريعات التي تصدرها المجالس المحلية والولايات لن يكون التصويت بههذ الطريقة ممكنا في هذه الدورة الانتخابية”.

وتقول فرانس برس إن بايدن يواجه معضلة التعامل مع “كونغرس لا يتحكم به جدا وولايات محافظة معارضة بشدة للعديد من المسائل (منها الإجهاض والحق في التصويت وإدارة تفشي الوباء) ومحكمة عليا أصبحت محافظة جدا بعد التعيينات التي أجراها دونالد ترامب”.

وقد يخسر بايدن أغلبية أصوات الكونغرس بعد بضعة أشهر خلال انتخابات التجديد النصفي، وفي هذه الحالة سيصبح مكبلا حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ويقول وورن إن السؤال بات الآن: هل سيتمكن الديمقراطيون من الاحتفاظ بالسيطرة على مجلس النواب بعد الانتخابات؟” ويشير إلى أنه تاريخيا يكون الحزب الفائز في انتخابات التجديد من الحزب المعارض للرئيس في السلطة.

وأضاف: “لا يمكن للديمقراطيين فعل أي شيء في هذه المرحلة ما لم يكن هناك تغيير في موقف الأعضاء، وما يتعين عليهم فعله أن يعملوا بجدية أكبر لانتخاب المزيد من المرشحين الذين يمثلون الحزب الديمقراطي ويمثلون أجندتهم”.

وقال القس جيسي جاكسون لشبكة “سي أن أن”: “الرئيس له نصيب في قانون حقوق التصويت لأنه لا يستطيع الفوز في الانتخابات من دونه. المخاطر كبيرة جدا له”.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »