متفرقات

الدكتورة حداد ” ثائرة” من طرابلس تعرض تجربتها وتعري السلطة وبعض ” الثوار” .

نشرت الدكتورة فرح حداد على صفحتها فايس بوك مقالا عرضت فيه تجربتها مع ” الثورة” والاسباب التي ساهمت في عدم تحقيق ” الثورة ” لاهدافها :”
على أعتاب السنة الثالثة على انطلاقتها، ثورة ١٧ تشرين أغدت في مكان آخر. حيث نجحت المنظومة الفاسدة والمتجذرة والممسكة بكل مفاصل الدولة، مع ازلامها وأذنابها، نجحت بخلق كل أسباب إنهاك المواطنين، بدءاً بالأزمات المتتالية، وصولاً إلى أزمة الكهرباء والبنزين، حتى تقطّعت أوصال الوطن الذي لا يكاد يساوي مساحة مدينة في بلد آخر.
وأصبحت تكلفة التنقل من منطقة لأخرى كتكلفة سفرة، خصوصاً مع انعدام وجود المواصلات العامة.
وهنا أحببت أن أكتب بعضاً من تجاربي المتواضعة في العمل “الثوري” الذي بدأ على الأرض منذ 2019، وفكرياً منذ عشر سنوات، رفضاً لواقع لا يشبهني بشيء.
سأتكلم اليوم من تجربة مناطقية، حيث أن طرابلس التي حصدت لقب عروس الثورة، والتي للأسف كان يبدو المطلوب فقط أن تحصل على لقب العروس، دون عرس ودون عريس ودون أن تحصل على عائلة تحتضنها. طرابلس التي تم تهميشها لعقود، ووضعها خارج حسابات الوطن والدولة اللبنانية، بقيت حتى بالثورة، خارج الحسابات السياسية والتغييرية الحقيقية، لم تستطع إنجاز أي مشروع فكر سياسي ، ولا أن يكون ثوارها ولا مفكروها في صلب القرارات الفكرية والنضالية الخلّاقة، وما زالت تكتفي بدور التابع.
وحيث أنه منذ بداية الثورة، حاولنا توحيد الرؤيا السياسية للخروج بمشروع واضح المعالم، ينصف طرابلس التي انتفضت بعشرات الآلاف ، وحاولنا خلق قيادة نوعاً ما، جوبهنا بالرفض والتخوين وبخرافة أن الثورة ليست بحاجة لقيادة. وهنا كانت أول طعنة في خاصرة الثورة. أما من جهة أخرى، “الأنا” الطاغية على الكثير من “الناشطين المدنيين سابقاً، الثوريين لاحقاً” وبعضهم من لم يجد له دوراً عند الزعماء والسياسيين، فأخذ يتزعم مجموعة ثورية ويمارس هوايته المفضّلة بالإبداع في إدارة الفشل فيميت كل محاولة خلق أسلوب أو استراتيجية جديدة، أو منهم من يبيع ويشتري بهؤلاء الثوار الأحرار. هذه “الأنا التي عطّلت العديد من التحركات والإنجازات” وجعلت الكثير ممن أعطى بصدق، أن ينكفئ أو يبحث في مكان آخر عن دور فاعل خارج المدينة. وهذه كانت الطعنة الثانية.
وفي المقلب الآخر، وحيث السلطة الفاسدة والأجهزة التابعة لها سياسياً، أمعنت في قمع المتظاهرين العزّل، ولم تتوان قيد أنملة عن خرق القوانين والمواثيق الدولية وشرعة حماية الإنسان وحرية التعبير، والاعتقالات التعسفية والاعتباطية،هذا غير المندسين، وحيث أصبح ثمن الإنسان أرخص من ثمن “دابة”، وحيث أنه “حقك رصاصة” ارتأى العديد من المتظاهرين والثوار الشباب أيضا الانكفاء عن العمل الثوري، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
وهكذا توالت الطعنات….
والخلاصة، أن واقعنا في طرابلس مزرٍ جداً، خاصة مع انكفاء الطبقة المفكّرة عن دعم الأرض وانفصال الطبقة “الميسورة” عن واقع حالها وارتباط أغلبيتها ارتباطاً وثيقاً بالزعماء والسياسيين الفاسدين، حيث تتلاقى مصالح الأعمال والمال والزيجات.
ولكن رغم كل شيء، ولكي لا نجلد أنفسنا كثيراً، مواجهة هكذا نظام متجذر منذ 40 سنة، هو عمل نضالي طويل، وتراكمي… لذلك لا نستطيع سوى أن نكمل المسير. لذلك مكمّلين

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »